الثلاثاء، 24 فبراير 2015

مع بداية دراستي العسكرية استهوتني الي حد كبير مادة التكتيك العام فقد كانت مدخلي الي معرفة أسس الحروب و المعارك و أنواعها و مبادئها و مكونات الجيوش و تنظيمها فهي بذلك النواة الأساسية لمعرفة كل ضابط و تنتفي عنه هذه الصفة إذا جهلها و مع استمرار دراستي لهذه المادة وقفت علي بعض النقاط منها
أنواع المعارك و التي هي نوعين معارك هجومية و معارك دفاعية و ظل هذا التقسيم حتي ٤ نوفمبر ١٩٤٢ و هو التاريخ الذي بدأ المارشال روميل خطة انسحابه الشهيرة والتي امتدت من العلمين (مصر) و حتي العقيلة (ليبيا) بطول ساحل البحر المتوسط بلا خسائر جسيمه في قواته ليضيف الي أنواع المعارك معارك الارتداد و الانسحاب
تقتضي المبادئ العسكرية للمعارك للهجوم ان تكون نسبة القوة المهاجمة الي القوة المدافعة ٣ : ١
.إن أي تشكيل عسكري سواء علي المستوي التكتيكي أو التعبوي أو الاستراتيجي لابد له من مجموعة من الخطط في السلم و الحرب مثل خطة الدفاع المحلي و الحراسة في حالة السلم و يتغير المسمي في حالة الحرب ليكون خطة التمركز و التي تقتضي تأمين القوات و المعدات و التمويه علي العدو بحفر الخنادق و استخدام السواتر الطبيعية و شباك التمويه و الاستعداد للدفاع عن المواقع من الهجمات المحتملة
هذه النقاط و غيرها الكثير أثارت في نفسي تساؤلات كثيره ألم يكن البكباشي جمال عبد الناصر قائدا أعلي للقوات المسلحة إبان النكسة هل اطلع علي خطط تحرك و تمركز وهجوم و دفاع وانسحاب القوات التي يفترض أنها أعدت مسبقا ولكن تبقي الحقيقة ظاهرة بعض نقاط
ان القوات في سيناء كانت في حالة هي اقرب لاصطفاف العروض ولم تتخذ أي من إجراءات التمركز مكشوفة للعدو
ان بعض الوحدات القتالية الهامة من المدرعات و المدفعية و الدفاع الجو التكتيكي لم تكن لديها أية ذخائر علي الإطلاق
أن الأفراد علي المستوي التكتيكي و التعبوي كانوا علي ثقة من ان هذا التحرك بهدف سياسي ولن يكون هناك عمليات عسكرية
لم يكن هناك أي من تنظيمات التعاون و الاتصال بين القوات المتواجدة بسيناء و بعضها
لم تستخدم ملاجئ الطائرات بالرغم من عدم كفايتها علي الاطلاق بل تركت الطائرات مكشوفة للعدو
ان ما قام به بعض أفراد القوات المسلحة من دفاع علي الأرض في سيناء او انسحاب ناجح لوحدات صغيرة لا تذكر أو معارك جوية لم يكن سوي اجتهادات فردية بغض النظر عن قرار الانسحاب العشوائي بلا خطة
تصريحات الجانب الإسرائيلي كانت تأكد علي ثقتها في عدم قيام مصر بأي عمل هجمومي واستهانة كاملة بالحشود والتصريحات العنترية المصرية بعيدا عن تأكيد مندوب مصر للأمم المتحدة يوم ٢٩ مايو ان مصر لن تكون البادئة بالهجوم
لم تكن إسرائيل لتدخل حرباً بهذا الشكل دون أي مساعدة تكتيكية علي ثلاثة جبهات قتال في ظل عقيدتها القتالية و المبادئ الأساسية للهجوم إلا مع ثقة لا تقبل الشك في كونها لن تواجه أي دفاع محتمل
لم تصدر أية أوامر للقوات باتخاذ أوضاع دفاعية او تحذير او وضع خطة انسحاب بالرغم من علم القيادة السياسية بخطة الهجوم تفصيلا قبل الهجوم بثلاثة أيام
شاهد العالم اجمع كيف قام الطيارين الإسرائيليين بإصطياد الجنود المصريين وكأنهم في احدي ألعاب الفيديو بعيدا عن الإعلام المصري وقتها والذي لم يتغير حتي الآن
لا يوجد إحصاء محدد للخسائر البشرية (مفقودين أو اسري أو قتلي) في القوات المصرية حتي الان
السؤال في ضوء هذه الحقائق و غيرها والمقابر الجماعية التي لازالت تكتشف حتي الآن بأي تهمة كان يجب محاكمة "البكباشي" ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق