المعصية معصية و الذنب ذنب وان لم يطبق شرع الله او تحكم حدوده فالسارق يبقي عاصيا لله مذنبا سواء نفذ فيه حد السرقة او لم ينفذ فالأصل هنا الإقرار بالذنب و التوبة والا فما نفع تنفيذ الحد و السارق موقن بانه غير عاصا لله و الامر سواء فيما لا يستوجب الحد ان الحدود في الاسلام هي تاديب و ردع وتذكير بوعيد الله و العقوبة الاخروية للمذنب و تعظيم و ترهيب وتحذير لشان المعصية لعموم المسلمين الخوف من الله ابقي وأولي من الخوف من اقامة الحد فمن خاف الله ما اتي المعصية وان صغرت حتي وان حكمت حدود الله ويظهر هذا واضحا في قصة المراة الزانية عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما ( ان امرأه من جهينه أتت النبي وهي حبلى من الزنا فقالت : يانبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا رسول الله وليها فقال : أحسن اليها فاذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر بن الخطاب : أتصلي عليها يانبي الله وقد زنت فقال النبي : لقد تابت توبه لو قسمت بين سبعين من أهل المدينه لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن أجادت بنفسها لله ) رواه مسلم ولكن تبقي اهمية أحكام الحدود لمن ماتت قلوبهم و ألفوا المعصية و إستهانوا بحرمات الله و ما آلت اليه المجتمعات خير دليل وبرهان واني لأتعجب من هؤلاء الجهله والمتشدقون الذين يستشهدون بالتحضر في سجون أوربا و كيف انهم استطاعوا ان يحولوا المجرمين للعمل المدني خلال عقوبة السجن و كيف هي سجونهم و أدميتها و كنت أتجادل مع احد الأصدقاء الفرنسيين في هذا الشأن وكان متباهيا بفرنسا و السويد و سويسرا في هذا الامر فأخبرته بنموذجا افضل و اكثر احتراما لأدامية الفرد و ان كان مذنبا و أوفر تكلفه فلا حاجة فيها الي سجونا تبني او حرسا برواتب و أسلحة و تعجب اين هذا المثال فأخبرته انه النموذج الاسلامي في العقوبات التي لا يجب فيها الحد و تستوجب التعزير و استشهدت بقصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك والتي تظهر المجتمع الاسلامي في اجمل صوره من التحضر و احترام القيم والتي رواها احدهم وهو كعب بن مالك و كيف سجن في المجتمع بلا قيد او جدران او حرس فكان يمشي بين الناس ويصلي في المسجد وكأنهم لا يرونه ويلقي عليهم السلام فلا يرده احد و و هجرته زوجته و اهله وأحب الناس الي قلبه ابن عمه وكان جرمه ان تخلف عن غزوة تبوك بلا عذر ولم يرد ان يكذب علي الرسول (ص) و يتعذر بعذر كاذب هو الاثنين الأخريين واستمروا خمسون ليلة في حالة نفسية وصفها ربنا عز وجل في قوله {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} هذا هو شرع الله الذي تخافون من تطبيقه و كأننا صرنا جميعا زناه و مدمني خمر والعياذ بالله و والله اننا لفي اشد الحاجة لأحكامه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق