الخميس، 26 فبراير 2015

علي عكس ما يعتقد الكثيرين من اصدقائي فأنا لا أكره الكلاب و لا أخافها بل اعشقها و منذ امتلكنا بيتنا الكبير في مصر و انا لا أمل عرض فكرة اقتناء كلب و التي ترفضها والدتي دائما ليس كرها للكلاب أيضا و إنما مخافة التعلق بها فقد كان لنا أكثر من تجربة مع حيوانات اخري و تأثرت نفسية الأسرة جميعها بموتها جدا كانت آخرها قطتي نور التي ابكت أمي كثيرا ثم جاءت هجرتي الي باريس حيث يعيش فيها ثلاثة ملايين حيوان أليف تمثل الكلاب منها أكثر من تسعون بالمائة و في وسط هذا العدد كانت لي مواقف مع الكلاب كثيرة أذكر منها تلك المرة التي دعاني أحد أصدقائي المصريين لقضاء يوم في بيت صديقه الفرنسي كريستوف في مولان احدي الضواحي الباريسية و ترددت في قبول الدعوة حيث أنني لا أعرف كريستوف ولا يصح أن يصطحبني معه دون إعلام كريستوف بقدومي إلا أن صديقي أصر و تعلل بأن كريستوف و ماري اجتماعيين جدا و يتقبلون ذلك علي عكس الثقافة الأوروبية السائدة و ذهبنا و ما أن وصلنا حتي استقبلنا كريستوف بحفاوة بالغة أدركت ساعتها صدق صديقي في حديثه عن كريستوف و جلسنا في حديقته ثم جاءت ماري و سلمت علي صديقي بحفاوة أيضا و وقفت لاسلم عليها و مددت يدي إلا أنها لم تسلم علي و رمقتني بنظرة كره شديد لا أدري لها سببا و تعجب منها صديقي ايضا و التي أصبح معها استمرار هذه الزيارة مستحيلا و أخبرت صديقي بذلك و اتفقنا علي عشرة دقائق لنغادر و بينما تمر هذه العشرة الطويلة تحستت كتلة سوداء تقترب متي و تدور حولي لم تكن هذه الكتلة سوى كلبة ماري و هي كلبة مسنة ضخمة سوداء اللون كثيفة الشعر رائحتها كريه و بدأت الكلبة تداعبني و تتودد إلي و كوني لم ارد زيادة كره ماري لي كان علي أن أتحمل هذه الكلبة و قد أيقنت أن مصير ملابسي الي القمامة لا محالة حتي أتت ماري وما ان رأت الكلبة و هي تداعبني بحب شديد حتي اكتشفت ماري وجودي و كأنها قد رأت اخوها أو حبيبها الغائب عنها لسنوات و سلمت علي و عانقني و أنصب اهتمامها علي طيلة اليوم علي هذا النحو و مع تعجبي انا و صديقي كان علي كريستوف أن يوضح أن ماري لا تحكم علي الغرباء إلا من كلبتها فهي تثق في حكمها علي الأشخاص و كذلك كانت جارتي العزيزة مع كلبها البودول الصغير روزلي الثاني و الذي لا يزيد حجمه عن قبضة اليد و هو بالفعل روزلي الثاني فقد سبقه روزلي الأول و الذي مرض لعام كامل قبل وفاته تكلفت فيه جارتي اكثر من تسعة آلاف يورو لعلاجه و كانت لتنفق أكثر لولا وفاته و ظلت تبكيه شهور و لازالت كلما تذكرته و كان روزلي الثاني هو الآخر متعلقا بي ما أن يراني لا يتركني و يظل يداعبني و يرفض الذهاب مع جارتي و كذلك رأيت كيف تقود كلاب الجولدن ريترف المكفوفين في اوروبا فهي أكثر أنواع الكلاب احترافا في هذه الوظيفة كل هذه الأمثلة و أكثر جعلتني أحب الكلاب أكثر و أكثر فهي لا تعرف الكذب مثلما ادمناه نحن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق