كنت قد تعودت دائما في عيد ميلادها إن اكتب بضع كلمات او ابيات لاهنئها بعيد ميلادها كل عام حتي اليوم لولا تلك الصدفة التي حدثت من فترة قريبة و التي جمعتني بأحد أستاذتي في المرحلة الثانوية تلك الصدفة التي لطالما تمنيتها رغم يقيني بأنها مستحيلة تلك الصدفة و التي سارويها لاحقا جعلتني استرجع شريط حياتي في هذه المرحلة بأدق تفاصيلها و كيف كانت غنية بالذكريات الجميلة و الغريبة و بينما أعود إلي الماضي رأيت كما كانت هي صابرة متحملة واسعة الصدر حكيمة و ذكية في ادارتها للازمات حتي اصغر الازمات و اقلها تعقيدا كيف كانت تقوم بأمور البيت و متابعة دراستنا إلي جانب عملها و مشقة الأغتراب
تذكرت كيف كان حرصها علي مراجعة ليلة الامتحان معي يوما بيوم و كيف كان اهتمامها فور عودتها من عملها بورقة الأسئلة حتي تراجع كيف كانت إجابتي و كم وفقت فيه طبقا لما راجعته معها في الليلة السابقة وتذكرت كيف عادت من عملها مجهدة يوم امتحان اللغة الإنجليزية في الصف الأول الثانوي و قبل أن تجلس لترتاح من عنائها فتنادي
ماما : بودي حبيبي هات ورقة امتحان الانجليزي يا عمري علشان نراجع سوا
بودي : اتفضلي يا ماما
ماما : إيه ده يا عمري دي ورقة لغة عربية
بودي : أيوا يا ماما ما أنا امتحنت لغة عربية
ماما : هو إحنا مش مراجعين إمبارح إنجليزي
بودي : "بكل براءة" ما أنا تقريبا كنت ناقل الجدول غلط
ماما : "بكل هدوؤ بعد امتصاص الصدمة" طيب إلي حصل حصل خلينا في بكرة إنت عندك إمتحان إيه بكرة
بودي : إنجليزي إن شاء الله أكيد
ماما : متأكد
بودى : أيوا أنا سألت و اتأكدت
و منذ ذلك اليوم تحول جدول امتحاناتي لمعضلة ليس لها حل فدائما ما أخطئ في نقله و استبدل فيه مادة أو مادتين باخر حتي حينما استعنت باصدقائى محمد ماهر الشافعي مصري و محمد سليمان العايدى فلسطيني في إمتحانات الصف الثالث الثانوي لحل تلك المعضلة بناء علي طلب الأسرة فقاما الإثنان بنقل الجدول نايبة عني تلافيا لأي خطأ لأهمية هذة الامتحانات و التي سيترتب عليها مستقبلي الجامعي كانت النتيجة استبدال مادة الكيمياء بالأحياء و قد استسلم الجميع لقدر الله في ذلك و صارت أمي أكثر احتمالا لمصائبي و كوارثي التي لم يكن لها حل دائما حتي في ابسط الأشياء نقل جدول الامتحانات استطعت إن اجعله مشكلة ليس لها حل
و في المقابل كانت هي بارك الله في عمرها تستطيع أن تتحمل و تداوي و تحل ماليس له حل
أمي هي سبب سعادتي و ستر الله لي
كل عام و أنت درعي و حفظي و حافظتي و حمايتي و أماني
الأربعاء، 26 ديسمبر 2018
في حب أمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق