الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

في حب أمي

كنت قد تعودت دائما في عيد ميلادها إن اكتب بضع كلمات او  ابيات لاهنئها بعيد ميلادها كل عام حتي اليوم لولا تلك الصدفة التي حدثت من فترة قريبة و التي جمعتني بأحد أستاذتي في المرحلة الثانوية تلك الصدفة التي لطالما تمنيتها رغم يقيني بأنها مستحيلة تلك الصدفة و التي سارويها لاحقا جعلتني استرجع شريط حياتي في هذه المرحلة بأدق تفاصيلها و كيف كانت غنية بالذكريات الجميلة و الغريبة و بينما أعود إلي الماضي رأيت كما كانت هي صابرة متحملة واسعة الصدر حكيمة و ذكية  في ادارتها للازمات حتي اصغر الازمات و اقلها تعقيدا كيف كانت تقوم بأمور البيت و متابعة دراستنا إلي جانب عملها و مشقة الأغتراب
تذكرت كيف كان حرصها علي مراجعة ليلة الامتحان معي يوما بيوم و كيف كان اهتمامها فور عودتها من عملها بورقة الأسئلة حتي تراجع كيف كانت إجابتي و كم وفقت فيه طبقا لما راجعته معها في الليلة السابقة وتذكرت كيف عادت من عملها مجهدة يوم امتحان اللغة الإنجليزية في الصف الأول الثانوي و قبل أن تجلس لترتاح من عنائها فتنادي
ماما : بودي حبيبي هات ورقة امتحان الانجليزي يا عمري علشان نراجع سوا
بودي : اتفضلي يا ماما
ماما : إيه ده يا عمري دي ورقة لغة عربية
بودي : أيوا يا ماما ما أنا امتحنت لغة عربية
ماما : هو إحنا مش مراجعين إمبارح إنجليزي
بودي : "بكل براءة" ما أنا تقريبا كنت ناقل الجدول غلط
ماما : "بكل هدوؤ بعد امتصاص الصدمة" طيب إلي حصل حصل خلينا في بكرة إنت عندك إمتحان إيه بكرة
بودي : إنجليزي إن شاء الله أكيد
ماما : متأكد
بودى : أيوا أنا سألت و اتأكدت
و منذ ذلك اليوم تحول جدول امتحاناتي لمعضلة ليس لها حل فدائما ما أخطئ في نقله و استبدل فيه مادة أو مادتين باخر حتي حينما استعنت باصدقائى محمد ماهر الشافعي مصري و محمد سليمان العايدى فلسطيني في إمتحانات الصف الثالث الثانوي لحل تلك المعضلة بناء علي طلب الأسرة فقاما الإثنان بنقل الجدول نايبة عني تلافيا لأي خطأ لأهمية هذة الامتحانات و التي سيترتب عليها مستقبلي الجامعي كانت النتيجة استبدال مادة الكيمياء بالأحياء و قد استسلم الجميع لقدر الله في ذلك و صارت أمي أكثر احتمالا لمصائبي و كوارثي التي لم يكن لها حل دائما حتي في ابسط الأشياء نقل جدول الامتحانات استطعت إن اجعله مشكلة ليس لها حل
و في المقابل كانت هي بارك الله في عمرها تستطيع أن تتحمل و تداوي و تحل ماليس له حل
أمي هي سبب سعادتي و ستر الله لي
كل عام و أنت درعي و حفظي و حافظتي و حمايتي و أماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق