#الثانوية_العامة
لماذا ايقنت إن مقابلتي لأحد أستاذتي هي صدفة مستحيلة فانا إبن الثمانينات لاسرة مصرية شأنها شأن غالبية الاسر المصرية في تلك الحقبة كان عليها إن تنال حظها من الأغتراب بحثا عن لقمة العيش و قد نالت اسرتي حصتها كاملة من مرارة الأغتراب بنوعيه بداية من اغتراب الاب وحده ثم اغتراب الأسرة بكاملها
رغم ما بذلته اسرتي من كل جهد حتي تنتفي عنا صعوبات الأغتراب و مشقاته و لعلي اكاد اجزم انني الطفل الوحيد الذي قضي مرحلة الدراسة الثانوية في هذا العدد من المدارس فلم يقف الأمر علي ان اقضي الترم الاول بمدرسة حتي أغيرها لمدرسة أخري مع بداية الترم الثاني بل وصل الأمر أن أبدا الترم الواحد في دولة لانهي ذات الترم في دولة أخري وحتى حينما عادت الأسرة لمصر فقد استبدلنا الإقامة باخري و البيت ببيت آخر ثم لم البس إذ جاء دوري في الهجرة أنا الاخر و ما بين العمل و السفر و كون أستاذتي كانوا مثالا للوحدة العربية فقد درسني المصري و السعودي و الفلسطيني الأردني و الفلسطيني السوري و السوداني فكيف تتأتي تلك الصدفة التي قد تجمعني بأحدهم و لازلت اذكر احدي المرات و أنا بالمرحلة الثانوية و قد كنا بمكة نقضي شهر رمضان كما هي عادة اسرتي و قد تقابلنا و أحد معارفنا من مصر و قد أصر والدي رحمه الله علي دعوته للافطار و بينما هم يتجاذبون أطراف الحديث عن البلد و المعارف و الاقارب إذ اتي هذا الصديقي علي ذكر أحد مدرسي للمرحلة الإبتدائية و هو الاستاذ صابر سليمان و قد اخبرنا إنه موجود بمكة و معتكف بالحرم بالدور الثاني بالمنطقة المقابلة لميزاب الكعبة فما كان من والدي رحمة الله عليه في اليوم التالي و قد رأي مدي رغبتي في مقابلته ان اصطحبني كما كانت هي العادة لصلاة العصر بالحرم و ما أن انقضت الصلاة حتي توجهنا إلي الدور الثاني و تحديدا المنطقة المقابلة لميزاب الكعبة كما اخبرنا صديق الاسرة سلفا و قد قتلناها ذهابا و ايابا بحثا رغم إنه كان واضحا من البداية انها عملية بحث مستحيلة و قد إدركنا ذلك فور وصولنا فقد كانت تلك المنطقة مليئة بالمصريين و ليس هذا بالامر المستغرب و لكن الأغرب حقيقة هو إنهم جميعا كانوا علي خلقة واحدة فقد كانوا جميعا حليقي الراس بدرجة واحدة من ذوي اللحي الطويلة بمقاس واحد حفيفي الشوارب كأنهم مجموعة من التوائم المتطابقة فكيف لنا إن نميذ من ننشد وسط هؤلاء و قد مرت سنون عدة منذ رأيناه فما كان منا ألا ان استسلامنا بعدما قضينا قرابة الساعة و النصف في تفحص وجوه ثلاثمائة من التوائم بلا أمل إن يتعرف هو علينا أو نتعرف نحن عليه و أكد الجميع وجوده بينهم فكانت صدفة لم تكتمل و قد استمر ايماني بأنه من المستحيل أن تجمعني الأيام بأحد مدرسي و كلما ازدادت حياتي تعقيدا و التزاماتي ازدادت يقينا بذلك و كلما قرأت عن تجربة أحدهم في مقابلة أستاذه و كيف جعل بعضهم تلك المقابلة عادة جميلة اري فيها اعترافا بالجميل أعود فأتمنى تلك الصدفة المستحيلة و سرعان ما اصدم بواقعي و بينما أنا علي هذه الحالة كنت في بيت العائلة في دمياط و قد خرجت أنا و أخي لشراء بعض متطلبات البيت من أحد المحلات القريبة من ڤيلاتنا بدمياط الجديدة و بينما أنا ادخل المحل اذا برجل كبير قد هم بالخروج و قد انحني ليحمل اكياسه ذاهبا إلي سيارته و قد رمقني بأبتسامة أعرفها نعم أنا أعرف هذا الابتسامه و أن تغير الوجه و قد ترك الزمن عليه اثره و شاب شعره فلا يمكنني نساينه فاوقفته سائلا عن إسمه رغم علمي به فقد أردت أن اتأكد فلازلت عالقا بالصدفة المستحيلة غير مصدق انها يوم قد تتحقق ليخبرني أنا الاستاذ الامام محمد الامام فما كان مني إلا إن حاولت جاهدا تذكيره بنفسي أنا عبدالرحمن زهيري قد درستني مادة الكيمياء للصف الثالث الثانوي بثانوية الليث بالمملكة العربية السعودية منذ قرابة الثلاثة و عشرون عاما ليعيد إلي ذكريات رائعة و أسماء لا أستطيع نسيانها اساتذتى الأفاضل بارك الله في اعمارهم و رحم الله من سبقونا إليه منهم
الأحد، 30 ديسمبر 2018
ما بين صدفة لم تكتمل و صدفة مستحيلة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق