و بعد جمالها قد بطلت من كلمات الجمال معانيها
فكل وصف في الجمال قد فاقته في الأصل عن معانيها
فما اكتفت العيون من جمالها و لا اوفي القول من معانيها
و بعد جمالها قد بطلت من كلمات الجمال معانيها
فكل وصف في الجمال قد فاقته في الأصل عن معانيها
فما اكتفت العيون من جمالها و لا اوفي القول من معانيها
وما يرجع العاشق عن عشقه و ما يعرف في عشقه ندم
ان يرتجي من العيون رحمة من عشقها فما رجائه ندم
عيون من بعد عشقها ظالمة ان قست لا تعرف الندم
ان يطلب العاشق رفقا في غض العيون ما قصده ندم
و ما اسكن العشق اللب مني و انطق به ما بين جنبي
ان يملك الجمال فجمالها اسرته نفسي و حفظه بجنبي
يسكتني الجمال في بعض وقت و يغيض مني في جنبي
ما أفضيت عن جمالها بعض سري اذ ناءت بحمله جنبي
و ما بين جهر و كتمان عشق حيرة غير حيرة العاشق في أمرها
هل هذه العينان قد تعرف الهوي ام زينة العينان سحر في أمرها
بروق عيناها كسقف السماء كأنها جمعت جرم السماء بأمرها
قد شهدت علي جمال ما عرفت مثله كشاهد علي طاعتي أمرها
فلا الهوي قد ينجي عاشقا و لا كف العاشق عن حيرة لأمرها
اني ان حكيت عن عيناها أتظنون ان لعيناها شرح
فمن كان ليفسر الشمس من بعد بيان صباحها شرح
تيه الاربعين في العينان و ما لتيه العينان ان طال شرح
امر علي أسوارها و ما لحراسها غفلة اهداب ما لها شرح
و كيف عود القلب لسابق عهده و قد اصابه من عيناها عشق
ليست كمثل النساء عيونها ان اصابت القلب ما اعطت له رفق
ولولا مذاق العلقمي ما علمت الطيب و لولا الهجر ما كنت بواصلي
كنت لأنئي بقلبي لولا عشق طيب و ان جفا قلب المحب فأني واصلي
ما قطعت العهد و عهد الهوي طيب و استبقيت الهوي و الود واصلي
ما توليت عن الحبيب و مني امل طيب وليت المحب مثلي واصلي
و للعود بعد البعد وقع علي القلوب و عشقها
يزيد الهوي بعد عودا و تتمسك القلوب عشقها
فما اصبر القلوب علي البعد الا اصالة عشقها
و ما جمع القلوب علي العود الا عهدا لعشقها
اصابت مني العينين قلبا فكان دواء القلب عشقها عادة
في ذكر جمالها للقلب رقيا و الرؤيا بها هدئة القلب عادة
تلك من تجملت سمائي بحبها و السهر في عشقها عادة
و للنظرة في اول العشق وقع كأنها قدر معلوم
فمر الوقت عندي فأري العشق لمثلها محتوم
ان بدت للناس نظرة فهي عندي عشق مقسوم
فما اصاب مثلي نظرة من بعدها هوي محموم
و ما عيب العشق ان ابقي شبابا او اعاد عهد الصغار
فبيني و بينها في الخصام وفقا كأنه عبث الصغار
فهي في عشقها طفلة ومن ذا الذي يكره عشق الصغار
قد أحببت منها تدللا و ميل طفلة حتي بكاءها كالصغار
تعرض صغيرتي و ترضي بقبلة جبيناها و أحضان الصغار
و للعشق امارات يعرف العاشق بها فامارات العشق لا يمكن انكارها
فان صدقت العشق فعلا بنت بها و حسبك عذر الناس لك بإضهارها
مثل العشق في حالنا كمثل انفاسا توحدت و من قبلها اجساد
فان تألم نفس في حالها تألمت لها نفسي و تألمت اجساد
فليت ما اصابها اصاب نفسي و قبل جسدها فدت اجساد
و ما لوم الناس علي عاشق إذًا في عشقه قد ترك حيائه
ما زان الرجل حيائه في العشق و بعض العشق يقتله حيائه
فمن يسبق الي عشقا ينل و ما نال العشق من اعجزه حيائه
فما كنت حييا اذ قبلتها و ما قرب الشفاه من منعه حيائه
وليس بعدها جمال و قد ذبح الجمال قربانا لها
قد تفني الفراشات لقربي نور و تفني الدنيا تقربا لها
اني لاعيد الليالي في عشقها و ليتني اعيد الزمان لها
فمن يصب في العمر خير أصابها و ليس العمر الا لها
قد ابدي الجمال لمثلها خضوعه افلا ابديه أنا
ان تسبق الدنيا لأعتابها ملكة فسابق الدنيا أنا
ما أتي الناس للعشق طواعية و أتيته راضيا أنا
هنيت بقربها كجنة الفوز و كأنها لي خاصة أنا
كنت اظن للعشق أحجية ان اصبت حلولها نلت القلوب
فلما قاربتها عرفت أن العشق سهلا ان حلت أحجية القلوب
ما كان اختلاف العشق في ذاتها و انما اختلفت مفاتح القلوب
فان عشقت سكنت قلبا و ما سكنت القلب الا بعد فتح القلوب
فما كنت بعشقها أنول قلبا بل نلت بعشقها مفاتيح القلوب
و من شرب المدام رضا فمن اجبره ان يبلغ الثمالة
قد وردت العشق طوعا و ما اكرهت علي الصب حالة
قد سقيت من فيض الحسن حتي فاض اللسان مقالة
ما كان القول في الحسن جبرا لعاشق من بعد عشق أخالة
و باعث العشق قد جاوز من النظر ما جاوز القلب
فان بعدت عن ناظري فما بعدت عن ناظر القلب
من قال ان العين تري وحدها فما علم مايري القلب
ان تكن احادثنا بالكلمات وحدها فاني ارها بين الكلمات بالقلب
ما بالها هذه الانثي في عشقها عطر و رحيق سري بالهواء للقلب
و لها مني هوي ما لهو شرح و عشق ما لهو أخر
فان طافت الدنيا لمثل عشقي فطوفها الدنيا بلا اخر
قد عشقتها فهي اول العشق و مداد الهوي وما بعده اخر
مثل العشق ايمان بلا شك و مطلق العشق عقيدة دون اخر
ما ذكري الهوي بماضي وقت فذاك حاضر مادامت النفس تهواها
قد عشقتها في خير أمسي و ليس لي حاضرا اذ لم اكن اهواها
فذاك قلبها علي خير ود و جمال مازال بالنفس حتي بلغت هواها
فما بعد الأمس و حاضري الا عهد قطعته لأميرة أن الغد يهواها
ان يكن للزمان مر فموقوف مر الزمان ان نظرت عيناها
فلما كتبت لعشقها علي بعد وقف الزمان لحضور ذكرها
كأن الزمان في عشقها بلا وقع ان حضرني شوق لشفتاها
ما بينها و بين زمان دنيا غير ان حبها سارقي لزمان دنياها
تلك دنيا بلا زمنا أعد فيها الزمان بكلمات أخطها في هواها
و ما ارها غير طفلة و ما كبرت بعيني و ان دام عشقها الف عام
فذاك عبثها بقلبي و لست انهاها عن العبث و ان دام الف عام
هي طفلة و ان كانت ملكة خضعت الدنيا لحكمها الف عام
ان يعبر الخاطر مني طيفها فما ظني انها ذكري
فطيف المحب حقيقة موصول بعشق جاوز الذكري
فبعد النسيان تأتي الذكري و ذكراها من بعد ذكري
فمن ينسي جمال الشفاه و ما كان لمثلها ان تكون ذكري
قد بدأ الزمان بعشقها و ما يُنسي الزمان من له ذكري
بيني و بين الناس في العشق فرق فاني بالعشق علي غير حال
ان كان للعيون عشقي فليس بعد العشق الا تبدل من حال الي حال
فان غابت عني لوقت تبدلت دنياي و صعب علي القلب حال
قد تعودت من قلبها قربي فما قرب المحب إلا للحبيب خير حال
و ظننت اني محررا نفسي من قبضة العشق فلما تحررت احكم الهوي امري
فليس لي من بعد عتقها الا عتقي فان ابت عتقي فنعم الاسر و مالك امري
ان صغر القلب مضغة مني فمن تملك مني القلب قد تملك جميع امري
غلبت علي هوي نفسي فصار ما تهوي هوي نفسي وسري الامر منها علي امري
و من يبلغ النجوم بحال عاشق و من ناقل للقمر سلامي
ما كفاهم السهاد بلاغ عشقي و لا من اشعار الهوي سلامي
قد اعلمت الدنيا اننا عاشق و قد بلغ السماء من العشق سلامي
ما اخرج الكلمات من قلبي غير ان الكلمات لسيدة الجمال تعنيها
لا صبر القلب علي الكلمات يجدي و لا بعدا مخرج الكلمات من معانيها
تكاد تنطق ان قلت كلمة في وصف جمالها فكل حرف فيها يعنيها
ان جمعت الكلمات في وصف الهوي قلتها فكل الكلمات بعشقها أعنيها