الاثنين، 27 يوليو 2020

شوية بالعقل

شوية بالعقل 

المظهرية و العقيدة 

نعم بالجزم المطلق لا يوجد طائفة دينية او ملة عقائدية او مذاهب روحية سواء السماوية منها او غير السماوية  دونما مظهرية خاصة بهم فأينما ذهبت شرقا او غربا او شمالا او جنوبا ستجدها جلية واضحة لا تخطئها عينك من سحرة الزولو في افريقيا و كهنة المواي الامازونية  و صعودا الي  رهبان التبت قد يكتفي بعضها باللباس و الحلي فقط او يزيد فيشمل المظهر و حتي نمط الحياة و النظافة الشخصية و الرائحة و يرتقي في بعضها هذا المظهر إلي حد الحرمة المطلقة بكامله فيكون ملزما في كافة الاحوال و يكون تاركه كافرا منسلخا من ملته اذا ما تركه و البعض الاخري يبقي خاصا باقامة الشعائر و المناسبات الدينية و الروحية فقط و الالتزام به ليس سو تدينا او فضلا لا اكثر و قد يتدرج المظهر في الملة الواحد تدرجا ايمانيا فتحمل كل درجة ايمانية موصفات خاصة للمظهرية فيختلف فيها المؤمن المخضرم عن المبتدي و المتوسط  
و كما يتباين الاختلاف في المظهرية فيما بين الشرائع و الملل من حيث الشكل و الطريقة و مركزها و اهميتها من العقيدة  كذلك يتباين الهدف منها فتجدها في بعض الشرائع مدلولا فكريا او دلالة مذهبية كبيان الزهد او اظهار تقديسا بعينه و شعارا او كونها اعلانا خاصا و رسالة موجهة حتي ان الكثير من التيارات سبق فيه اعلان المظهر الاعلان عن الفكرة و المذهب و الحقيقة ان فكرة المظهرية العقائدية رغم انها فكرة ازلية تاريخية الا ان القبول العام بها لم يكن دائما و يشهد التاريخ بذلك بل ان عصرنا الحالي يكاد يكون هو ازهي عصور قبول المظهرية العقائدية فمع الانفتاح الثقافي صار قبول المظهرية العقائدية شرطا حضاريا و مدلولا علي مدي تقدم المجتمع و انفتاحه و مقياس تحضره هو مدي قبول الاخر في العقيدة بشعائرها و بمظهريتها مهما خالفت او شذت او تطرفت عن المجمع بسمته العام و هو ما يظهر جليا في مجتمعات الاقليات و بلدان المهجر  
فصار طبيعيا ان يخالف الشرطي الهندوسي لباس الشرطة البريطانية ليتعمم بعمامته البرتقالية و لحيته التي تغطي صدره و تزين وجهه الالوان و الوشوم 
ورغم ذلك فان جرائم العنصرية المبنية علي المظهرية العقائدية لا تتوقف و لا ارها ستتوقف يوما ما وليس الامر هنا تشاؤميا بل هو استقراء الواقع بابسط معطياته فخطابات الكراهية لا تتوقف و فرض القوة علي الاقليات فطرة بشرية مهما حملت الديانات السماحة فلو كان للروحية غلبة علي الفطرة الدنيوية لاستحال البشر ملائكة بكافة طوائفهم و مللهم بل هم علي سواء اذا مادعا داعي الخلاف و الفرقة و العنصرية قل عاقلهم و ساد جاهلهم 
كنت استعرض كل ذلك و انا اتسأل اي دلالة جعلت من صعود امام مسجد اية صوفيا المنبر بسيف انتصارا و ما هي اضافة ذلك الانتصار و مكتسباته علي الاسلام والمسلمين ان كان هدفهم صالح الاسلام حقا ان من بين اربعة الاف ديانة و ملة تسكن العالم لا تجد غير الاسلام موصوما بالارهاب متهما بالعنف و العدوانية رغم انه من بين الف حادثة عنصرية تجد واحدة يقوم بها مسلم و ان اعتدي مسلم جاهل مغرر به مرة او مرتين في العام فالاعتداء علي المسلمين داب يومي و لعلنا لم ننسي بعد نيوزيلاندا و ما حدث هناك فان كنا نقاسي ذلك حقا و نتالم له فلما نزيد الكراهية تجاهنا مهما بلغت الحكمة فليس الجميع لها مدركا و مهما عظمت الفائدة فدرء مفسدة مقدم علي جلب الف المصلحة انا لست بأهلا للفتوي فأحل و أحرم او أجيز و أجرم بل انا استعرض ما يمليه عقلي و ما ارها منطقيا في دين يعرض علي العقل و يناقش بالمنطق و الحجة 
ان منظورك للاسلام بحسب ما تراه فان اردت ان تري ريادة المسلمين اليوم فستجد لهم الف ريادة قد حملت راية في كل المجالات العلمية و حتي المجالات الفكرية و الادبية و تلك التي يبغضها المتشددين و المتطرفين الفنية و الرياضية تجد فيها من المسلمين من تقدموا و صاروا خير امثلة لم يُفُرطوا او يُفَرِّطوا في دينهم 
نعم قد تكون المظهرية الدينية في الاسلام فرض و حرمة و لكن المظهرية تمتد للخلق و التعامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق