السبت، 14 نوفمبر 2015

المصري الجبار 
 في اغسطس من عام 2005 كنت ضابط معاون بإدارة الإمداد فرع الوقود للمناورة المشتركة النجم الساطع و رغم أن أن تخصصي ليس له علاقة بالوقود إلا أن الاختيار جاء نتيجة ترشيح أستاذي العقيد عبد العزيز لثقته في جدي واجتهادي و لهذا كان علي أن أكون علي قدر هذه الثقة و الحقيقة أن العمل مع شخصية كالعقيد عبدالعزيز تجعلك لا تمل العمل ولا تشعر بالتعب فقد كان مثالا للإيمان و الوطنية و الإخلاص وكما تعودت في عملي كنت اول من يصل إلي معسكر القوات المشتركة مع بزوغ الفجر ومع اقترابي من بوابة المعسكر كنت أري علي يمين البوابة تلك المجندة الأمريكية الشقراء ذات الاصول البولندية  و هي واقفة يقظه بالشدة الكاملة ممسكة بالرشاش البراوننج M2 في وضع الاستعداد لا يهتز لها جفن أما علي يسار البوابة يجلس جنديين مصريين و قد أسندا سلاحيهما   الي ساتر الأكياس الرميلة متجردين من الشدة الكاملة و جلسا يتثامران أو ياكلان حتي اذا لاحظا اقتراب السيارة انتفضا كلا منهما أمسك سلاحه و عدل هندامه و اعتدلا واقفين حتي اذا وصلت إليهما أوقفت السيارة و أنهلت عليهما تهديدا و وعيدا و عيرتهما بالمجندة الأمريكية و كنت كل يوم اتعمد أن اغير طريقي الي البوابة حتي افاجأ الجنديين و لكن دون جدوي حتي مع تغير أفراد الخدمة لا تتغير المجندة و لا تتغير جديتها واستمر الحال علي هذا النحو منذ اليوم الأول للمعسكر و لأكثر من عشرة أيام  حتي كان أحد الأيام حينما وصلت إلي البوابة كان الجنديين قد جلسا يشربان الشاي و معهما المجندة الأمريكية
حقا يستطيع المصري أن يغير العالم ولا يتغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق