الأربعاء، 7 أكتوبر 2015
الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015
الاثنين، 5 أكتوبر 2015
منذ بضعة ايام قرأت منشورين قام بمشاركتهما بعض الأصدقاء و الحقيقة ان كلاهما حازا ما يزيد عن الثلاثة آلاف تعليق و الستة آلاف إعجاب الشئ الاخر المشترك بينهما هو الحديث عن تحريم الخنزير فأحدها يري كاتبه ان الحكمة في تحريم اكل لحم الخنزير كونه من السباع او الضواري و هي الحيوانات البرية اكلة اللحوم و غير ذلك من علات التحريم محض خرافات لا ترقي الي مستوي البحث اما الكاتب الاخر فيري انه اذا كان أصل التحريم كونه من الضواري سقط الحكم اذا ربي الخنزير علي غير اللحوم و كذلك اذا كان أصل التحريم انه رمي اي يتغذي علي الميتة و الجيف و ما شابهاها يسقط الحكم اذا غذي الخنزير علي غير ذلك ولذا فلا حاجة للبحث عن الحكمة من التحريم و لنقف علي كونه محرم و كفي فهو يري ان البحث في الحكمة الإلهية من التحريم جريمة الحقيقة انني عادة لا اكتب بارادتي فقط وإنما دائما احتاج الي ما يثيرني فيجبرني علي الكاتبة و كلا المنشورين و ما حازاه من تعليقات تطريهما أشد الأطراء و تثني عليهما كل الثناء و كأنهما مبلغ العلم و منتهي المعرفة كانا كفيلين لذلك
ان الأصل في العقيدة الاسلامية هو مخاطبة العقل و المنطق و لا ينكر الاسلام البحث شريطة صحة البوصلة و النية و الطريق و هو ما اؤكد عليه دائما و وجهة نظري انطلاقا من هذا المبدأ
ان الخنزير رغم تعدد أنواعه تبعا لمواطن العيش و نوع الغذاء الا ان جميعها ترجع في الأصل الي نوعين أساسيين الخنازير البرية و الخنازير المستأنسة
و الخنازير البرية تتغذي علي اللحوم و من مواصفاتها الظاهرية عن المستأنسة انيابها البارزة خارج الفم اما الخنازير المستأنسة فتتغذى في الأصل علي الفضلات و الجيف
و هنا تتجلي البلاغة الربانية في الحكمة الإلهية من التحريم فقد ورد تحريم الخنزير نصا صريحا في اربعة مواضع في كتاب الله عز و جل
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
"البقرة[173]
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
"المائدة[3]
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
"النحل[115]
"قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
"الأنعام[145]
وهنا نجد ان كل مواضع التحريم لا ترد فيها علة التحريم الا في صورة الانعام ذكرت علي عموم ما حرم بنص الآية باجماع التفاسير ان الضمير في لفظ فإنه رجس يعود علي كل سبق و عليه فان علة التحريم هنا انه نجس هنا و الحقيقة انني لا أقف علي هذه فقط فعند الحديث عن المحرمات لابد من الوقف علي القاعدة الاساسية و التي ارها أكثر شمولية حتي تصح البوصلة و التي ذكرها ربنا عز وجل في اكثر من موضع منها قوله تعالي
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
"الأعراف[157]
و لقد تخيرت هذه الآية لجمعها اللفظين معا الطيبات و الخبائث فما حرم الله علينا الا كل خبيث و تلك علة اخري فيكون الخنزير محرما لكونه رجس اي انه نتن قذر نجس و محرم لكونه خبيث اي انه فاسد ضار مكروه مستقبح
و لذا فان القائل ان الخنزير محرما فقط لكونه من السباع فقط قد أوقف التحريم علي نهي رسول الله (ص) عن اكل كل ذي ناب و مخلب و أغفل ما ذكره ربنا من علات للتحريم جزئية في لحم الخنزير و كلية في تحريم الخنزير ككل وأما من يكتفي بكونه محرما ولا داعي للبحث في حكمة التحريم فقد اغفل ان ما حرم الله علينا الا الخبائث و هدم ركنا اصيل في العقيدة هو المنطق فالقران كتاب عقيدة و علم و يكفي ما يخرج كل يوم من أبحاث من جهات و معاهد غير إسلامية تؤيد حكمة المولي في تحريم الخنزير
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)